+ يوليان الجاحد : هو حفيد قسطنطين الكبير كان مسيحيا ولكنه أنكر الإيمان وعاد للوثنية ولذلك سمي بالجاحد أعلن توليه رسميا في 30 نوفمبر 361 م مما جعل الوثنيون يهللون لذلك وقاموا علي ( جورجيوس الكبادوكي ) وقتلوه .
- كان أول قرار ليوليان هو إرجاع الأساقفة الذين نفاهم خاله إلي كراسيهم ليس حبا فيهم ولكن استهتارا بقرارات خاله فعاد أثناسيوس بعد غياب 6 سنوات ففرح الشعب به كثيرا وفور عودته عقد مجمع بالإسكندرية لترتيب أمور الكنيسة وحضر هذا المجمع 21 أسقفا من الذين نفوا أو عذبوا ولهذا سمي ( مجمع المعترفين ) .
+ العاصفة تعود من جديد :
- أرسل يوليان الجاحد خطابا لوالي الإسكندرية مهددا إياه بغرامة شديدة إن لم يغادر أثناسيوس الإسكندرية بل مصر كلها لأنه بدأ في تعميد سيدات وثنيات من الأسر الشريفة
- أحني أثناسيوس رأسه للعاصفة وأخذ قاربا متوجها لصعيد مصر ( طيبة ) ولكن الجواسيس كانت تتبعه في النيل ولحقوا به وسألوه هو ومن معه " هل رأيتم أثناسيوس ؟ فأجاب القديس " ليس هو ببعيد عنكم فهو لا يزال أمامكم " فانطلقوا يبحثون عنه وفي المقابل انطلق الرهبان الباخوميين الأشداء يجدفون بقوة حتى وصلوا إلي صعيد مصر
- جمع الإمبراطور يوليان أموالا كثيرة من المسيحيين ليجهز جيشا يحارب به الفرس فقامت الثورات من التجار والشعب ضده وأمر أيضا يوليان اليهود بإعادة بناء هيكلهم ليثبت كذب نبوة السيد المسيح " لا يترك حجر علي حجر إلا وينقض "ولكن حدثت زلزلة عظيمة هدمت ما تبقي من السور الأول وأرعبت العمال فهربوا
- وأتم يوليان إعداد جيشه واتجه به نحو الفرس واستولي علي قلاعهم وحصونهم فطلب منه الفرس هدنة فرفض لأن مستشاريه أوهموه أن روح الإسكندر حلت عليه فسمع كلامهم وتقدم بجيشه وهو راكب حصانه بدون أن يلبس درع وإذ بسهم ينغرس في جانبه فسقط على الأرض وهو ينزف ويحتضر ويقول " غلبتني أيها الجليلي " حتى مات غارقا في دمائه .
+ تعيين الإمبراطور جوفينال ( جوفينان ) :
- أسرع ضباط الجيش بانتخاب جوفينال إمبراطورا وكان أمينا لعقيدة نيقية ولهذا أمر بعودة الأساقفة الذين نفاهم يوليان وأرسل خطاب ودي للقديس أثناسيوس يدعوه للعودة إلى كرسيه فورا وأن يكتب قانون الإيمان في صورة كاملة ليكون هو إيمان العام للدولة فعقد القديس مجمعا بالإسكندرية ونفذ أوامر الإمبراطور وذهب القديس لأنطاكيا لمقابلة الإمبراطور فقابله بترحاب شديد وبقي القديس هناك 4 شهور قطع فيها الطريق علي عودة التعاليم الأريوسية - مات جوفينال في 25 فبراير 364 ( أي بعد حوالي 8 شهور علي توليه الحكم ) وتم تعيين فالانتينيان إمبراطورا وكان أرثوذكسي العقيدة ولكن بعد شهر من توليه الحكم عين أخيه فالنس زميلا له في الحكم وكان أريوسيا فلم يكد يجلس علي كرسي الحكم حتى أمر بعودة كل الأساقفة الذين سبق نفيهم في عهد يوليان إلى المنفي
- كان عمر أثناسيوس حوالي 67 سنة ( ولم يكن قد مضي علي عودته من المنفي الرابع سوي 5 أشهر ) حينما وصل الإمبراطور سرا إلي الإسكندرية علي رأس قوة كبيرة وهجم علي كنيسة القديس ثيئونا مقر أثناسيوس وكان الله قد ألهم القديس بهذا الهجوم فرحل في نفس اليوم قبل وصول هذه الحملة العسكرية واختبأ في مكان أمين في الإسكندرية أو ضواحيها ( يقال إنه اختبأ في مقبرة أبيه )
- لم يحتمل الشعب غياب أبيهم فقاموا بثورة عارمة لم تستطيع قوات الإمبراطور السيطرة عليها مما اضطر مسجل الإمبراطور أن يقف علي المنصة ويعلن للشعب عودة أبيهم وذهب إلي مكان القديس وأحضره بكل كرامة في أول فبراير 366 م .
+ سنين أثناسيوس الأخيرة :
لم يكدر صفو سنين حياته الأخيرة سوي :
- محاولة استيلاء أحد الأساقفة الأريوسيين المدعو ( لوقيوس ) علي أحد الكنائس ولكنه لم يتمكن من ذلك لأن شعب الإسكندرية قام بثورة عارمة وكاد أن يفتك بهذا الأسقف لولا أن استطاع الجنود تخليصه من أيدي الشعب الغاضب وتم ترحيله خارج البلاد .
- قيام الوثنيون بإحراق كنيسة القيصرية ولكن أصدر الإمبراطور أمرا بإعادة بنائها علي نفقة الدولة .
وفي سنة 369 عقد القديس أثناسيوس مجمعا في الإسكندرية وكان في السبعين من عمره وكان الغرض الأول لهذا المجمع هو أن يحث داماسوس أسقف روما أن يخلع الأسقف الهرطوقي أوكسنتيوس وكان الغرض الثاني للمجمع هو تثبيت عقيدة مجمع نيقية . وظل أثناسيوس في رعاية شعبه إلي أن رقد في الرب في 15 مايو 373 م وقد سرق جسده وتم نقله إلى روما وأعاد جزء منه قداسة البابا شنودة الثالث وأودعه في الكاتدرائية المرقسية الكبرى وفي كنيسة القديس أثناسيوس بدمنهور ..