34 – الزهد :+ ان أنت بعت شغل يديك فلا تتشدد فى الثمن كالعلمانيين كذلك إذا اردت ان تشترى شيئا زد على ثمنه قليلا وخذخ وان لم يكن معك ما يساوى قيمته فاتركه بسكوت.
35 – الإيمان :+ احفظ نفسك من مجادلة المخالفين بحجة انك تريد الدفاع عن الإيمان لئلا يؤثر كلامهم فيك فتهلك. وان وجدت كتابا من كتبهم فلا تقرأ فيه لئلا يمتلئ قلبك بسم الموت بل تمسك بأمانتك كما اضاءت لك المعمودية ، كن على حذر من تعليم الكذاب المضاد.
36 – عدم الادانة :+ إذا ابصرت إنسانا قد اخطأ فلا تحتقره ولا تزدر به لئلا تقع فى ايدى اعدائك ، وإذا طغى أخوك بجهله بسبب الهراقطة ، ثم رجع إلى الإيمان القويم فلا تحتقره.+ إذا سمعت اخاً يدين آخر فلا تستح منه أو توافقه لئلا تغضب الله. بل قل له ياتضاع : " اغفر لى يا أخى فانى إنسان شقى وهذه الأمور التى تذكرها أنا متغمس فيها ولست احتمل ذكرها.+ لا تقبل ان تسمع ضعفات أخيك أو تلومه ، والا فأنت هالك.+ إذا أساء إليك أخ وجاء أخر وعاب فيه عندك فاحفظ قلبك لئلا يتجدد فيه ذكر الشر الذى أساء به إليك ذلك الإنسان.+ من لا يدين أحدا فقد استحق النوح ، إذا انشغلت عن خطاياك وقعت فى خطايا احيك.+ ان قلت ان فلانا صالح وفلانا شرير خربت نفسك.
ثامناً – ضبط المشيئة
37 – رفض المشيئة:+ لا تكن معاندا أو متمسكا بكلمتك لئلا يسكنك الشر ، فان طالبك الإخوة بامر لا تهواه فارفض مشيئة نفسك وتمم ما يقولونه لك لئلا تحزنهم فتفقدوا السلام فيما بينكم.+ إذا كنت ساكناً مع أخ وسألك قائلا: " اطبخ لنا شيئا " فاساله عما يجب فان ترك لك حرية الاختيار فمهما وجدته موافقا له اطبخه بخوف الله. وكل عمل تعملانه اشتركا فيه ولا يطلب احدكم راحة جسده لئلا يضطرب فكر أخيه.+ من قطع هواه من أجل أخيه لمرضاة الله فقد أنبأ نفسه انه قد اقتنى الفضائل ، اما الذى يرضى هواه فقد اظهر انه غير خائف من الله.+ ان أنت قطعت هواك بمعرفة اقتنيت لنفسك التواضع ، اما الذى يريد ان يتمم هواه فذاك بعدم الصلاح كله ، فلتقطع اهوية قلوبنا ولنلتمس مشيئة الله ويتمهها.+ فلنهرب من اللجاجة ( العناد والمجادلة ) فانها تهدم كل بنيان الفضيلة وتصير النفس مظلمة لا تبصر شيئا من الصلاح فتحفظ من هذا الوجع ( هذه الرذيلة ) الردئ الذى إذا اكتنف اى صلاح اعدمه ، لان ربنا ما ان طلع على الصليب حتى طوح يوداس ( يهوذا ) من وسط تلاميذه ، فان لم يقطع الإنسان هذا الوجع الردئ ( اللجاجة ) فلن يستطيع ان يدرك شيئا من أمور الله لان كل شر فى الدنيا يلحق صاحب هذا الوجع .. وهذا الوجع هو نتيجة الكبرياء ، لان المتكبر لا يقدر ان يتحمل شيئاً من الموعظة وهو محب لمجد الناس والغلبة ويسكن فى نفسه كل أمر يبغضه الله ، لان المتكبر لا يقدر ان يكون بغير عثرة ، وهو يسلم نفسه بنفسه إلى ايدى اعدائه .. وحينئذ يصنعون لها شروراً كثيرة.
57 – قبول الغير:+ إذا وجه إليك إنسان كلمة قاسية ، فلا تشمئز أو يستكبر قلبك ولكن بادر واصنع مطانية ولا تلمه فى قلبك ، والا فالغضب يثور عليك.+ إذا افترى احد عليك بشئ لم تصنعه فلا تجزع ولا تغضب، بل اتضع لصنع له مطانية ، وسواء كنت قد فعلت ام لم تفعل ففى كلتا الحالتين قل: " اغفر لى فلن أعود لمثله مرة أخرى ".+ لنتحمل تعبير اخوتنا إذا هم رذولنا لنخلص من العظمة.
58 – الاعتراف بالخطية :+ ان أخطأت فى أمر ما للا تستح وتكذب ، بل اسرع واقر بذنبك واستغفر الله فيغفر لك.+ طولى لمن اهتم من اجل جراحاته لتشفى ، وعرف خطاياه وطلب من اجلها الغفران.+ من كنتم خطاياه عن صاحب سره فقد دل على تعاظمه ، وقد استملك عليه عدوه ، اما الذى يفشى أفكاره فيستريح.لنرفض شرف العالم وكراماته لنتخلص من المجد الباطل.
تاسعا – العمل
59 – العمل فى القلاية :+ إذا قمت باكر كل بوم فقبل ان تقوم بأى عمل اقرأ كلام الله وبعد ذلك ان كان لك فى القلاية عمل فاعمله بهمة ونشاط.+ إذا جلست فى قلايتك فاهتم بهذه الثلاث خصال :" ابدأ عمل يديك ، ادرس مزاميرك وصلاتك ، تفكر فى نفسك انه ليس لك شئ فى هذه الدنيا سوى اليوم الذى أنت فيه فلن تخطئ ".
60 – عمل اليدين :+ اتعب نفسك واضطرها على العمل وخوف الله يحل عليك.+ اعمل لكيما تعطى المساكين من عرق جبينك لان البطالة موت وهلاك واحرس قلبك قبل كل شئ كى يكون لك شغل فى الروحانية فى كل رهبنتك.+ إذا كنت تقوم بعمل يديك فلا تتوان البتة ولكن اهتم به بخوف الله تخطئ بدون وعى ، وكل عمل تؤديه لا تستح ابدا من ان تسأل من يعلمك قائلاً : " اصنع محبة وأرنى .. " وخذ رأيه أيضا فيما لو كان عملك جيداً ام لا.
عاشراً – المحبة
61 – معاملة الإخوة :
+ لتكن محبا للمؤمنين لتحل عليك رحمة الله. لتكن محباً للقديسين لتتحلى بأعمالهم الصالحة.
+ لنكن محبين لجميع الناس لنخلص من الغيرة لنكن متصالحين مع كل احد لنخلص من البغض اما الذى يلوم اخاه أو يحتقره أو يشى به قدام الاخرين أو يظهر له غضباً ، فقد صار بعيداً من الرحمة.
62 – الملكية المشتركة :
+ ان سألك أخ ان تعيره اناءك فاعطه اياه ، رغم حاجتك إليه ورغم عدم وجود غيره عندك ، واياك ان تجلس بعد ذلك متضايقاً مرتبكاً فخير لك ان يهلك احد اعضائك من ان يذهب جسدك كله إلى جهنم.
+ ان أنت اقرضت اناسنا مسكينا شيئا وعرفت انه ليس له ما يوفيك فلا تحزنه ولا تضيق عليه فى شئ مما اعطيته سواء كان ثيابا ام وزنات ام غير ذلك.
63 – اجتماعية :
+ ان ذهبت إلى قرية وأوصاك أخ ان تشترى له شيئاً ، فاشتره له كما لو كنت تشتريه لنفسك وان كان معك إخوة وقتئذ فاشركهم فى هذا الأمر.
+ ان مررت واستأذنت الأخ قائلا : " استرح قليلا حتى أتى إليك " فان دعاك صديقك ان تدخل لتأكل عنده ، فاياك ان تلبى دعوته دون ان تشرك الأخ الذى معك".
+ ان ستعرت من أخيك فاسا أو غيره فلا تتوان فى ان ترده إليه عند قضاء حاجتك ولا تتركه حتى يطلبه منك ، فان انكسر جدده له ، وان اودع أخ عندك اناء ، واحتجت إليه احتجاجا شديدا فاحذر ان تمسه بأذية.
64 – الضيوف والغرباء :
+ ذا كنت جالسا فى قلايتك واتاك أخ غريب فادهن رجليه وقل له : "اظهر محبة وخذ قليلا من الزيت وادهن به جسدك " فان لم يرد فلا تكرهه ـ إذا كن شيخا عمالا.
+ إذا زارك غرباء اعطهم حاجتهم برضى ، وإذا كفرا عن الطعام فقل لهم مرتين أو ثلاثة " اصنعوا محبة وكلوا قليلاً ".
+ إذا جاءك أخ غريب ليكن وجهك صبوحاً حين تسلم عليه ، واحمل عنه ما يحمله بفرح ، وكذلك إذا أراد الانصراف ليفارقك بفرح ولتودعه بخوف الله وبشاشة كى تكونا عند الفراق رابحين نفسيكما ، وكذلك فى حال وصوله إليك اياك ان تسأله عن أمور لا تخلص نفسك بل دعه يصلى اولا ، فإذا جلس قل له : "كيف أنت ، وكيف حالك؟ " ولا تزد على ذلك ، واعطه كتابا ليقرأ فيه. فإذا كان قد جاء متعباً فاتركه حتى يستريح واغسل رجليه. فان كان قد اتاك حاملا إليك كلاماً ليست فيه منفعة فقل له : " اغفر لى يا آخى فانى ضعيف ولست اقوى على سماع هذا الكلام " ، وان كان ضعيفا وثيابه رثه فاغسلها له وخيطها إذا احتاجت إلى خياطة.
65 – الرحمة :
+ اعط المحتاجين بعين واسعة .. حتى لا تحزن بين القديسين لان قلة الرحمة تعبر عن اننا لا نحب الله.
+ لنلازم محبة المساكين لنخلص من حب الفضة .
+ إذا جاءك أحد من الطوافين وتصادف أن كان عندك رجل قديس في نفس الوقت فلا تدخله عليه ولكن اصنع معه رحمة من أجل محبة الله واخل سبيله .
وان كان مسكينا فلا تصرفه منعندك فارغا ، بل اعطه من البركة التي أعطاك الله اياها ، وأعلم أن كل شيء لك ليس ملكك فاعطه من أجل الرب .
أحد عشر – المرشد الروحي
+ لا تعمل عملا في توبتك بدون مشورة ، فتعتبر أيامك بنياح . وكل فكر يحاربك أكشفه ولا تستح أن تقول به هو أكبر منك بالروحانية فيخف لكالفكر عنك ويذهب ، واعلم أنه لا يوجد شيء يفرح له الشياطين مثل إنسان يخفي أفكاره ، ردية كانت أم جيدة .
+ ان سألك شيخ عن أفكارك فاكشفها له بصراحة متي تأكدت ان له أمانة ويحفظ كلامك . ولا تنظر الي كبر السن بل اعتمد علي من له علم وعمل وتجرية ومعرفة روحانية ، لئلا يزيدك سقما بدلا من أن يهبك شفاء .
+ لا تكشف اسرارك لكل أحد لئلا تسبب عثرة لقريبك . اكشف أفكارك لآبائك الشيوخ لتجد معونة بمشورتهم .
+ ان وجدت شيوخا جالسين يتكلمون كلام الله وأردت أن تجلس معهم لآبائك الشيوخ لتجد معونة بمشورتهم .
+ ان وجدت شيوخا دجالسين يتكلمون كلام الله واردت أن تجلس معهم فاستأذن معمك أولا فان أذن لك فاجلس واسمع كلامهم ، وكل ما يأمرك به أفعله وأن أمرك معلمك بقضاء حاجة خاصة به فأسأله عن المكان الذي تذهب إليه لقضائها وما يشير به عليك لا تزد عليه ولا تنقص .
***
أساس ومشارب
الأساس :
وصف القديس برصنوفيوس السلوك الرهباني في كلمات مختصرة فقال :
1- العمل الداخلي هو :
وجع القلب ( أي المناجاة القلبية بمسكنة وماأومة )
وهذا يجلب الطهارة .
والطهارة تلد سكوت القلب الحقاني .
وهذا السكوت يلد التواضع .
والتواضع يصير الإنسان مسكنا لله . وهذه السكني تطرد الأعداء الأشرار ، مع كافة الأوجاع الرديئة ، وتحطم الشيطان رئيسها ، فيصير الإنسان هيكلا لله طاهرا مقدسا مستنيرا فرحا ممتلئا من كل رائحة طيبة وصلاح وسرور ، ويصبح الإنسان لابسا لله ، نعم ويصير الها ، لأنه الها ، لأنه قال : أنا قلت أنكم آلهة وبني العلي تدعون . وحينئذ تتفتح عينا قلبه ، وينظر النور الحقاني ، ويفهم أن يقول : اني بالنعمة تخلصت بالرب يسوع المسيح .
الطاعة :
والذي يريد أن يرضي الله ، فليقطع هواه لأخيه ومعلمه ، لأنه إذا فعل ذلك فهو يجد نياحا بالرب .
مشارب :
سئل القديس أنطونيوس ما هو العمل الجيد فأجاب وقال : أن الأعمال الجيدة كثيرة لأن الكتاب يقول : أن ابراهيم كان مضيفا للغرباء وكان الله معه ، وايليا كان يؤثر سكني البرية والوحدة وكان الله معه ، وداود كان متضعا ووديعا وكان الله معه ، ويوسف كان حليما عفيفا وكان الله معه ، فالذي يحبه قلبك من كل هذا اعمله من اجل الله واحفظ قلبك . وإذا قاتلتك أفكار كثيرة فقاتل أنت رأسها فان هزمته انهزم باقيها .
وقال أيضا : الذي يطرق سبيكة من الحديد يسبق أولا فيمثل في فكره ما هو عتيد ان يفعله ، أما منجلا أو سكينا أو فأسا ، وهكذا بسبيلنا نحن أيضاً ان نفكر في كل شيء نبدأ العمل فيه لئلا يكون عملنا باطلا .
القديس يوحنا القصير
سأل بعض الشيوخ يوحنا القصير قائلين : عندما كنت في كريت كيف كان الآباء يدبرون انفسهم . قال : كانوا يؤدون عمل الرب بكل قوتهم ليل نهار . أعني أنهم كانوا
1- يتلتون الخدمة ( الصلوات العامة )
2- يصلون .
3- ويقرأون
وكانوا يهتمون بالاكثر علي الانفراد
4- وعوضا عن البطالة كانوا يعلمون بأيديهم .